أسعار النفط ترتفع بسبب التفاؤل بالطلب العالمي

أسعار النفط ترتفع بسبب التفاؤل بالطلب العالمي

استقرار خام “برنت” بالقرب من 71 دولاراً

في ظل حالة الترقب التي تسود الأسواق العالمية، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا بعد صدور بيانات أميركية عززت التوقعات بشأن الطلب على الخام، رغم استمرار المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي. فقد ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.4% متجاوزًا 67 دولارًا للبرميل، بينما استقر خام برنت بالقرب من 71 دولارًا، محافظًا على مكاسبه الأخيرة.

بيانات أميركية تبعث الأمل في الأسواق

أظهر تقرير حكومي أميركي أن مخزونات نواتج التقطير انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، كما سجلت مخزونات البنزين تراجعًا إلى أدنى مستوى لها منذ يناير. هذه الأرقام خففت من القلق السائد بشأن انخفاض استهلاك الوقود في الولايات المتحدة، مما منح الأسواق بعض التفاؤل بخصوص الطلب المستقبلي.

إلى جانب ذلك، كشفت البيانات الرسمية أن مخزونات النفط الخام ارتفعت بأقل مما كان متوقعًا وفقًا لتقديرات معهد البترول الأميركي. كما سجلت الاحتياطيات في مركز كوشينغ بولاية أوكلاهوما انخفاضًا ملحوظًا، ما يشير إلى استمرار الطلب القوي على الخام الأميركي.

المخاوف الاقتصادية لا تزال قائمة

على الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال الأسواق متأثرة بالمخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي. فقد صرح جون كيلدوف، الشريك في “أجين كابيتال”، قائلًا:

هناك قلق كبير بشأن الاقتصاد الأميركي، وهذا يخيف السوق إلى حد ما، لكن البيانات الأخيرة تمنح بعض الأمل في استمرار الطلب على النفط

في الوقت نفسه، أدى تراجع الدولار الأميركي بعد أن قرر الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير إلى تعزيز جاذبية النفط والسلع المسعّرة بالدولار، مما ساهم في دعم الأسعار جزئيًا.

التوترات الجيوسياسية تزيد من تقلب الأسواق

على صعيد العرض، يترقب المستثمرون قرار أوبك+ بشأن زيادة الإنتاج، وهي خطوة قد تؤثر على الأسعار في المستقبل القريب. كما أن التوترات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين تزيد من القلق حول تأثيرها على الطلب العالمي على الطاقة.

في الوقت ذاته، تلعب التطورات الجيوسياسية دورًا مهمًا في تحركات الأسعار. فقد ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب على إيران لكبح جماح الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، بينما وافق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على وقف الضربات ضد أصول الطاقة الروسية، في خطوة يمكن أن يكون لها تأثيرات غير متوقعة على سوق النفط.

ماذا يحمل المستقبل لأسعار النفط؟

مع هذه التقلبات المستمرة في الأسواق، يبقى مسار أسعار النفط غير واضح المعالم. فبينما تعطي البيانات الاقتصادية الأخيرة بعض الأمل في استمرار الطلب، لا تزال هناك عوامل ضاغطة مثل التباطؤ الاقتصادي والتوترات السياسية التي قد تعيد تشكيل المشهد.

الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد الاتجاه القادم للأسعار، فهل سيستمر النفط في الصعود، أم أن الأسواق ستشهد موجة جديدة من التقلبات؟